يقال وأن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن تفنّد الأحداث الأخيرة هذه المقولة إذ يعقد العرب مجدّدا مع حوادث الضرب "الدبلوماسي" التي تِؤكد أن تاريخهم معاودة أبديّة وحلقة مفرغة يدورون فيها كالأرواح التائهة. ضرب الداي التركي- الجزائري قنصل فرنسا دوال يوم 30 أفريل سنة 1827، وكلّف ذلك الجزائريّين 130 سنة من الاحتلال ومئات الآلاف من الضحايا والمشرّدين، وها أن صحفيا عراقيا يحاول في الآونة الأخيرة ضرب الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه.
وبمعزل عن بعدها السياسي وعن تنزّلها الطائفي الملفت للانتباه وعن رمزيتها أو إثارتها التي سعدت بها الفضائيات، وبخاصة منها العربيّة، لأنها تخرج الأخبار من رتابة الفضائح المالية المطّردة والأزمة الإقتصاديّة المتناميّة التي عصفت بعائدات البترول، تستوقفنا هذه الحادثة لأن العرب بلغوا من خلالها هُوى المحيطات الغوريّة كما يقول الجغرافيون لأن الأمر لم يعد حكرا على "العامّة" بل شمل "الصفوة". وتكشف لنا مدى انطباعيّة الشارع العربي وردود فعله الطفوليّة وعمق غبن أفراده وخيبتهم من خلال تعبيرهم عن "فرهدتهم" وعن الغُمّة التي أزيلت من قلوبهم وليجعلوا من الصحفي المذكور بطلا قوميا نهضوا يطالبون بإطلاق سراحه وتقديسه. شعوب تعيش على قيم النخوة الوهميّة والرجولة المغلوطة أو بالأحرى الفتوّة. شعوب استبطنت عقمها وعجزها لتجد سُلوتها في استذكار أمجادها الغابرة أو في التهليل "لبطولات" تخرجها ولو لحين من غياهب سجنها المظلم وتنسيها واقعها المقيت. شعوب تخاف اليُتم ولذلك تحتاج دوما إلى خلف فالح لسلف صالح أو إلى "زعيم" ينير لها السبيل ويقيها غوائل الدهر، ترفض أن ترى في اليُتم خلاصا لأنه يخلّصها من "أولي الأمر" ويضعها في مواجهة مصيرها. شعوب تسعى في كلّ مناسبة إلى تصدير مظاهر غبنها للتشهير بخارجانيّة أنظمتها وبالشيطان الأكبر المتسبّب في همومها ومآسيها وتأبى أن ترى في ذاتها عللها ودواءها وأن تؤمن بالفعل الجماعي الخلاّق.
وفي الحاصل، طار الحذاء وتفاداه بوش وأصبح موضوع تندّر ولكن لم يحرّر العراق ولم تقم الدّولة الفلسطينيّة ولم تنجل الغمّة بل اكتست هنا ثوبا لغويا آخر يقصد به الشيء الذي يحجب الرؤيا وهذا ما نخشاه وهو أن تتحوّل هذه "البطولات" إلى حجاب يزيد واقعنا كُمدة ويمهّد لحجاب آخر قد يجعل من نهارنا ليلا مدلهما أبديا.
بئسا لشعوب تبحث لنفسها عن رموز وحماة حتى قدوم المهدي المنتظر ولمؤرخين روّجوا لتاريخ معتصم ومعتضد ومنصور وزعيم خالد وقائد شهيد وتنكروا للقرامطة والزنج وانتفاضة 1864 العارمة... وتبّا لجدّاتنا اللواتي ربيننا على العنتريّة وعلى بطولات علي ولد السلطان وأبي زيد الهلالي.
كارم داسي
بالفعل فرنسا البلد المسالم شعر بالاهانة من ضربة الداي وقررت إستعمار الجزائر وأمريكا قامت بحربها الاستباقية لانها كانت تعلم مسبقا أن رئيسها سوف يتعرض للاهانة بفردتي حذاء..
RépondreSupprimerيبدو أنك تقرأ التاريخ كما تقرأ صور النقاتيف ..فانقلبت الألوان لديك
@ART.ticuler, bien sûr que la colonisation de l'Algérie n'est pas due à ce "geste" du Dey. L'auteur de l'article n'est pas naïf à ce point. Il a seulement voulu nous rappeler qu'il y a un précédent dans notre histoire au jet de chaussure et, surtout, que nos peuples et notre conscience politique n'ont pas beaucoup progressé depuis.
RépondreSupprimerL'intérêt de l'article réside dans son analyse de la réaction de l'opinion arabe au geste du journaliste. C'est cette analyse qui, à notre avis, mérite d'être discutée.
معرفتي باللغة العربية ليست عالية لكن كيف يمكن تفسير هذه الجملة:
RépondreSupprimerضرب الداي التركي- الجزائري قنصل فرنسا دوال يوم 30 أفريل سنة 1827، وكلّف ذلك الجزائريّين 130 سنة من الاحتلال ومئات الآلاف من الضحايا والمشرّدين،؟؟؟؟
وما أردت الاشارة إليه هو هذا التعامل البهلواني مع الأحداث..أنا أتفهم تماما
ردة فعل الصحفي العراقي في الاطار الزماني والمكاني للحدث كما يجب فهم كل الأحداث التاريخية و ليس بفصلها عن واقعها..تماما كما يجب فهم ضرب خرتشوف بحذائه الطاولة في الأمم المتحدة..
صحيح أن الصحفي لم يحرر العراق بحذائه لكنه لفت انذار العالم إلى تلك المسرحية الديمقراطية السيئة الاخراج..
إلى متى سيبقى العرب في وضعيّة البقرة التي تشاهد القطار لا همّ لهم سوى التحمّس أمام الجزيرة بمختلف قنواتها أمام قاذف حذاء أو هدّاف أجنبي و التحسّر عند مشاهدة جثّة من الجثث المنثورة في غزّة أو العراق؟ فمصائبنا سببها إسرائيل و أمريكا و لا ناقة لنا فيها ولا جمل
RépondreSupprimerمتى سنقول أنّ عجلة التاريخ قد تجاوزتنا و أنّنا نموت على "الفازات" و "الترقيص"و "الركشة" و "الخبزة الباردة" و الفرجة "بوبلاش"و"التعاليق الماصطة" و "التنبير" و المساندة متاع "الناس القالقة" .لا نفكّر ولا نترك غيرنا يفكّر. لكن في الأخير نحن المظلومون التعساء، نحبّ الجميع ولا يحبّنا أحد. براص أمّكم فيقوا على رواحكم و يزيّوا من السخافات رجال ضاربة في تونس 10 سنين حبس وضاربة السل في الحبوسات و ما يحكي علبهم حد و الجماعة شادتلي في منتظر درا شنوّاتقول المهدي المنتظر اللي باش إيجيب الديمفراطيّة للعراق و إيخرّج لمريكان. نقّصوا من الأحاسيس المرهفة و المشاعر الجيّاشة اللي تقعد نص ساعة و تتنحّى كي إيقولولكم ترا مدّوا خمسة دينارات تبرّع. هال ارتيكل إيفرهد عل القلب و إيعاون عل التفكير و على مقاومة التخلّف. و منتظر الزيدي يعطيه الصحّة خلّانا نعملوا ضحكة على هذاكة الساقط جورج بوش أما لوكانو مشا كتب أرتيكلوات كيفما هكّةكان إيكون أصلح ليه و للعراق وللأمّة العربيّة جمعاء
Je crois que l'analogie entre le geste du Dey et celui du journaliste irakien est superflue. Et focaliser l'analyse sur cette analogie est une erreur de sens.
RépondreSupprimerLe geste du journaliste irakien est symptomatique du désespoir profond qui règne dans le monde arabe et touche ses peuples et ses élites. Qu'un journaliste, censé manier la plume, envoyer des paroles, des arguments, analyser, critiquer... se trouve acculé à envoyer sa paire de chaussures à la figure du président de la nation qui a envahi son pays pour manifester sa rage contre l'occupant cela dénote notre impuissance face à notre Réalité, sur laquelle nous n'avons aucune prise ou presque. Ce geste charrie nos souffrances, notre colère, nos frustrations mais aussi notre immobilisme. On ne peut pas en vouloir à ce pauvre journaliste qui a agi sans doute aussi instinctivement que n'importe quel citoyen arabe qui aurait croisé le chemin de Bush. En revanche, nous devons en profiter pour nous blâmer nous-même, blâmer notre imaginaire collectif, nos symboles, interroger notre rapport à nos maux, notre place dans la civilisation, notre agir... et nous demander pourquoi sommes-nous encore et toujours incapables d'affirmer notre essence...
l'acte de montadher , un acte de bravoure qui revele un courage exemplaire .
RépondreSupprimercertes farhad 3ala 9loub quantité de gens et pas seulement que les victimes directs de la politique de w bush mais tous les hommes et les femmes defendant les causes justes .
toutefois il y'a dans l'ecrit de karem une chose fort pertinent , cette sensation de soulagement a voir ce criminel recevoir un paire de savate dans sa gueulle va t-il ressuciter tous les civils morts . une paire de savate contre des tonnes de missiles de bombes ; avouons que c maigre consolation mais bravo a monthadher qui est le seul a avoir osé frapper l'indigne president yankée