samedi 20 mars 2010

نداء من أجل حوار وطني



تعيش بلادنا مرحلة دقيقة من حياتها السياسية بلغت فيها حالة الانغلاق والجمود درجة تبعث على عميق الانشغال زاد في حدتها الغموض الذي يحيط بالطريقة التي تعتزم السلطة التعاطي بها مع الاستحقاق الانتخابي لسنة 2014، في ظل الأحكام الدستورية القائمة التي لا تسمح للرئيس زين العابدين بن علي بالترشح لفترة رئاسية أخرى، كما لا تضمن عمليا تعدد الترشح، إضافة إلى غياب بوادر أي استعداد لإصلاح النظام السياسي والمنظومة الانتخابية بما يفسح المجال لمنافسة حقيقية بين المترشحين في انتخابات تحظى بالقدر الكافي من المصداقية.

وقد نتج عن هذا الوضع تكاثر التساؤلات حول مستقبل بلادنا، ورواج الإشاعات خصوصا منها المتعلقة بـدور بعض مراكز القوى من خارج المؤسسات الجمهورية، وانتشار أجواء من الانتظارية والحيرة يغذيها غياب إعلام شفاف وموضوعي يقدر نضج المواطنين وذكاءهم فيوفر لهم المعلومة الصحيحة، كما يغذيها غياب الإطار السياسي التعددي الذي يسمح بمشاركة المجتمع ونخبه مشاركة حرة ومسؤولة في تقرير مصير البلاد وتجنيبها منزلقات التأزم ومخاطر السير نحو المجهول.

إزاء هذا الوضع فإن حركة التجديد:

- إيمانا منها بأن مستقبل بلادنا لا يجوز أن تنفرد بنحته السلطة والأوساط المحيطة بها بل يجب أن يكون للشعب، بوصفه صاحب السيادة والمؤتمن على مصير تونس وحظوظ تطورها نحو الأفضل، دور فعال في بلورة معالمه، كما يجب أن يضمن حق كل القوى الوطنية الحية السياسية والاجتماعية وكل الطاقات الفكرية، على اختلاف مواقعها وتوجهاتها، في المساهمة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم البلاد،






- فإنها تتوجه بنداء إلى جميع الأطراف السياسية الوطنية، سواء كانت في السلطة أو في المعارضة أو خارج إطارهما، وجميع المنظمات الاجتماعية والمدنية وكافة التونسيين والتونسيات، أيا

كان موقفهم الفكري أو السياسي، لنعمل معا من أجل إرساء حوار وطني شامل ومسؤول بهدف التوصل إلى حلّ مؤسساتي لمسألة التداول على السلطة، وفتح أفق الإصلاح السياسي الذي يضمن حظوظ النجاح في عملية التنمية الشاملة والعادلة وينجز الانتقال الفعلي إلى الديمقراطية بوصفها ضرورة وطنية لم تعد تحتمل مزيد التأجيل.

إن مستقبل تونس يهمنا جميعا بدون استثناء فلنفتح الحوار الجدي والصريح حوله حتى نتوفق معا إلى أحسن السبل لدعم النظام الجمهوري وحماية المكاسب الحداثية من مخاطر الارتداد، ولضمان استقرار البلاد ومناعتها ودعم استقلال قرارها وحظوظ تطورها، حتى يعيش جميع أبنائها وبناتها كمواطنين أحرار في مجتمع عادل.

تحيى تونسنا العزيزة حرة مستقلة مزدهرة أبد الدهر!

عن حركة التجديد

الأمين الأول

أحمد إبراهيم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire