samedi 19 septembre 2009

هل ستنظّم انتخابات رئاسية بمدينة منزل بوزلفة؟


السيّد الباهي،

شاءت الصّدف أن أمر في الأيام الأخيرة من مدينة منزل بوزلفة التي لم تسلم على غرار كل المدن في بلادنا من جو "الهستيريا المنظّمة" الذي اختير لنا كتمهيد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. فازدانت بعشرات اللافتات التي تشيد "بالإنجازات" وتؤيّد مرشح التجمع. لكن ما شدّ انتباهي هذه المرّة هي لافتة كتب عليها بالحرف الواحد "مواطنون منزل بوزلفة يساندون بالإجماع الرئيس بن علي" ...نعم بالإجماع يا سيّد الباهي أي أنّه لا يوجد من بين العشرين ألف نسمة التي تعدّهم المدينة ولو مواطن واحد لا يساند مرشّح التجمع!!!

وهنا لسائل أن يسأل هل نظّمت الجهات التي علّقت اللاّفتة المذكورة استفتاء واسع النطاق شمل كل مواطني المدينة بدون استثناء؟ هل بعثت بفرق من المتطوعين يجوبون شوارع المدينة ويزورون سكّانها في ديارهم ليتثبّتوا أنّ لجميعهم نفس الموقف من الانتخابات الرئاسيّة؟ ومن جهة أخرى إذا لم يجرأ أحد على تكذيب تلك اللاّفتة والاصداع بمساندته لمرشح آخر أو بالاحتفاظ بصوته، هل مازالت هناك جدوى من تنظيم انتخابات رئاسية في منزل بوزلفة؟ أليس من الأجدر المحافظة على الأموال المرصودة لعملية الانتخابات لأننا لم نعد في حاجة إليها؟

السيّد الباهي،

لا شكّ أنّكم تشاهدون النشرة المسائية للأنباء وتطالعون الصّحف وأنّكم وقفتم على الحمّى الاجماعوية التي ألمّت بالبلاد والعباد ممّا يوحي بأنّ ما أصاب مدينة منزل بوزلفة قد يصيب مدنا أخرى في جمهوريتنا. لذا فأنّي اقترح عليكم أن توكلوا لأعضاء مرصدكم مهمّة معاينة كل المدن التي عبّر مواطنوها عن مساندتهم بالإجماع لمرشح التجمع قصد استثنائها من تنظيم انتخابات رئاسية لتقتصر هذه الأخيرة على المدن والقرى والأرياف التي لم تعلن بعد عن مساندتها بالإجماع لهذا المرشح! وسيكون لمرصدكم على الأقل مساهمة في الحفاظ على أموال المجموعة الوطنية والحرص على عدم تبذيرها.

السيّد الباهي،

يبدو أنّ الظروف الخاصّة التي تمر بها البلاد تحتم عليكم التأقلم معها وضبط مهام جديدة لأعضاء مرصدكم. لكن كلّ هذه المستجدات تطرح مشكلتين على الأقل: الأولى بالنسبة للسلطة لأنّ إجماع مدن كاملة على مساندة مرشحها ينبئ بنتيجة تناهز المائة في المائة وهو ما أصبح مع الأسف أمر مخجل تستعار منه كل الشعوب التي يصعب عليها فهم الخصوصية التونسية. والثانية تخصّ مرصدكم الموقّر الذي يجب عليه أن يعي مهامه الجديدة وأن يغيّر إسمه ليصبح "المرصد الوطني لمراقبة المبايعة"!!.

وتقبلوا السيّد الباهي أصدق عبارات التقدير.


محمد عبد الحقّ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire