lundi 25 janvier 2010

أما آن الأوان للانفراج والحوار؟



ما من شك في أن كسب رهان التنمية الشاملة والتأهل للالتحاق بكوكبة البلدان المتطورة هدف وطني طموح لن يتحقق إلا بحشد الطاقات وتعبئة القدرات وتشريكها جميعا على أساس احترام تعددها وتنوعها والانفتاح على كافة الاجتهادات سواء منها تلك التي تندرج ضمن الاختيارات الرسمية أو تلك التي تنتقدها أو تعارضها وتقترح بدائل عنها بوصفها لها الحق كلها في التعبير عن رؤاها والتعريف ببرامجها والعمل على ربح تأييد التونسيين لها.

لذلك وجب الإقلاع عن محاولة اختزال مهمة وطنية بهذه الدرجة من الحيوية في رؤية طرف واحد يعتقد أنه المؤتمن الوحيد على حاضر تونس ومستقبلها ولا يترك لباقي الأطراف من خيار غير خيار الاصطفاف وراءه، بل يكاد يعتبر كل طرف يصر على التمسك بحرية رأيه واستقلالية قراره وحقه في الاختلاف والمطالبة بالحوار من هذا المنطلق جزءا من فئة "ضالة" وخارجة عن "الإجماع"، لا مجال للتعامل معه إلا بمنطق الملاحقة أو المحاصرة أو الإقصاء أو التشويه أو حتى التشكيك في انتمائه للمجموعة الوطنية.

إنه لا بد من القطع مع هذا المنزلق الشمولي الذي كان ملازما للطريقة التي تم بها إعداد الانتخابات الأخيرة وتنظيمها وبلورة نتائجها، تلك الطريقة التي سادتها روح إجماعوية مصطنعة فوتت على البلاد فرصة الانتقال إلى حياة سياسية من طراز جديد تكرس الاعتراف بالتعددية في الواقع وليس فقط في الخطاب.

وعلى الرغم من هذه الفرصة الضائعة فإن الأوان لم يفت لتدارك الأمور ولو جزئيا، ونحن من جهتنا مستعدون للتشاور مع الجميع بمن فيهم السلطة في سبل إخراج الأوضاع السياسية من الانغلاق إلى قدر من الانفتاح يمهد لقيام حوار وطني حول أمهات القضايا المطروحة على بلادنا في الحاضر وفي المدى القريب والمتوسط والبعيد.

يبقى أن المناخ العام في حاجة إلى التنقية العاجلة التي تبدأ بإحلال الانفراج محل التوتر بإطلاق سراح المساجين من صحافيين وطلبة وغيرهم وإيقاف التتبعات ضد الإطارات النقابية الطلابية وإعطاء إشارات واضحة ومقنعة على أنه ثمة استعداد جدي لحل مشكلة رابطة حقوق الإنسان ومشاكل تمثيل الصحافيين والطلبة والقضاة حلا يحترم قواعد التمثيلية والاستقلالية، ورفع التضييقات على أحزاب المعارضة وصحفها، وتجاوز وضع الهيمنة والرداءة في قطاع الإعلام، وإعداد الانتخابات البلدية بروح تعددية تصمن لها الحد الأدنى من المصداقية... وهي كلها إجراءات مفيدة وممكنة إذا توفرت الإرادة السياسية !!

أحمد إبراهيم

2 commentaires:

H.B.J a dit…


اولا و وقبل كل شي رغم انتمائي للحزب الحاكم فانا لا اخجل و لا احاول اخفاء تقديري الكبير لثاني اكبر قوه سياسيه ضاربه في البلاد بعد الحزب الحاكم الا وهي حركة التجديد اللي فيها من المناضلين الشرفاء الكثير و يكفيها فخرا انها رفضت الانضمام لحماقة 18 اكتوبر .. للاسف المدونين لا يعلقون على هذه المقالات و يفضلون السخريه و التنبير و المعارضه للمعارضه .. المشكله مع حركة التجديد هي انها قعدت حزب نخبوي و صعب انها تمتد في داخل الجمهوريه لانها مازال بعض المنتمين ليها يحملون في افكار عفا عليها الزمن كما ان صفحة سي ابراهيم عل الفايسبوك اللي ماهيش محجوبه لم تشهد مسانده كبيره اقل من الف مساند و بالتالي المواطن ماعندوش الثقه في برامجكم البديله للحكومه و زيد سي ابراهيم ماعندوش لا خطابه و لا كاريزما مع احترام و تقديري لشخصو الراجل جا في حمله انتخابيه و بدا يبكي و يقول في الشعر هههه و مبعد يقول شبيها لناس مانتخبتنيش !!! *

Les amis d'Attariq a dit…

@HBJ, 1) Ettajdid est souvent taxé d'élitisme, comme son journal Attariq Aljadid, d'ailleurs! et je crois que ce qui est visé par là c'est la qualité intellectuelle de ses militants... Sinon, ses choix en termes de politiques économiques et sociales restent très proches des classes populaires et moyennes!
2) C'est vrai que Ettajdid n'est pas très connu en dehors des cercles politiques et journalistiques, mais quel parti, à part le parti-Etat, l'est-il vraiment?
3) un millier de partisans sur facebook c'est peu, mais c'est beaucoup dans un pays où l'on a peur d'afficher des positions "opposantes" ou même simplement critiques! (sinon pourquoi ce site a-t-il été censuré en pleines élections?)
4) Les batailles électorales aujourd'hui sont centrées sur les différentes visions et programmes pour la Tunisie des uns et des autres. Il n'y a pas d'enjeu d'images ou de charisme...
5) Ahmed Brahim déclame de la poésie, c'est tout à son honneur et jamais il n'a dit "pourquoi on ne vote pas pour moi". Je vous renvoie à sa déclaration post-électorale.
Merci de votre passage!