samedi 1 mai 2010

تحية الى الشغالين في عيدهم


بمناسبة غرة ماي عيد العمال الأممي، عيد التضامن النضالي بين الكادحين في العالم ورمز تحررهم من سائر أشكال الاستغلال والاضطهاد ، نتوجه إلى صانعي خيرات تونس وثرواتها ، بسواعدهم وعقولهم، بالتحية والتقدير.
إن هذا العيد فرصة للاعتبار واستخلاص الدروس وتقييم النتائج وكذلك هو مناسبة للتخطيط والتفكير في الأهداف المقبلة وحبذا لإحياء تقاليد التعبئة الجماهيرية الاستعراضية من مسيرات احتفالية وتجمعات في كافة جهات البلاد.
إننا نتابع باهتمام وندعم، من موقعنا السياسي، نضالات الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة العريقة، من أجل المزيد من المكاسب والضمانات الاجتماعية خاصة وبلادنا مقبلة على جولة ثامنة من المفاوضات الجماعية وكذلك على طرح مراجعة لأنظمة التقاعد، ينتظر أن تكون عسيرة.
وإذ نؤكد على حرية قرار المنظمة الشغيلة واستقلاليتها فإننا نساند مسعى الاتحاد إلى تأمين وحدة العمال والرفع من وعيهم النقابي والسياسي وتجسيم مواطنتهم كاملة حتى يتبوءوا مكانتهم اللائقة في بلادهم.
إن الانغلاق الذي يتسم به الوضع السياسي يحدّ من القدرة على التصدي للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، زادتها تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية التي تفجرت في المركز الرأسمالي الرئيسي، الولايات المتحدة الأمريكية، تفاقما.
وتعددت مظاهر إلقاء أعباء هذه الأزمات على الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية و أصبح مشهد التسريح الجماعي من العمل واحتداد البطالة وخاصة لدى الشباب حاملي الشهائد العليا، والنزوع، أكثر فأكثر، إلى التشغيل الهش يؤرق عائلات هذه الفئات الشعبية بالإضافة إلى الارتفاع المطرد للأسعار وتدهور القدرة الشرائية وتزايد الإنفاق على الخدمات الأساسية وتفاقم نسب التداين.

فالمكاسب الاجتماعية، التي انتزعت بعد نضال طويل، تبقى محدودة ومهددة إذا لم يقع تأمينها في ظل إصلاح سياسي يبدّد قلق العمال على استقرارهم الوظيفي ومستقبلهم.
وكخطوة عاجلة، يتحتّم تضافر الجهود النقابية والسياسية لطي ملف الحوض المنجمي عبر إطلاق سراح المسجونين وإيقاف كل التتبعات التي لا تزال متواصلة، والتراجع عن صيغة السراح الشرطي في حق المسرحين وإرجاعهم إلى سالف عملهم والبحث عن حلول تعتمد إتاحة تكافؤ الفرص وتحقيق التوازن بين الجهات وتكريس الحق في الشغل وضمان العيش الكريم.
ويبقى دور حركة التجديد داعما ومثريا ومتكاملا مع نضال الحركة النقابية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتقدم، ونصرة قضايا التحرر الوطني والاجتماعي في العالم.

سليم بن عرفة

Aucun commentaire: